هل يجعل موسم العطلات أزمة الشّحن أسوأ؟
لقد مرّ ما يقرب من عامين على الوباء, وعلى الرّغم من بدء التّطعيمات ورفع الإغلاق, ما زلنا نعاني من اضطراب عالميّ هائل في سلسلة التّوريد. هناك شبكة من سفن الحاويات والسّفن عالقة في موانئ مختلفة في جميع أنحاء العالم, ممّا تسبّب في ارتفاع تكاليف الشّحن.
إنّه وضع سيّء للغاية, ويمكن أن تكون آثاره مزعجة جدّاً للمتسوّق العادي في موسم العطلات هذا.
كيف ستؤثّر أزمة الشّحن على الإمدادات؟
في بادئ الأمر, يؤثّر التّأخير النّاجم عن أزمة الشّحن هذه على سعر وتوافر المنتجات. حتّى لو نجح المورّدون بطريقة ما في اجتياز موسم الأعياد دون إظهار علامات النّقص, فإنّ الآثار الترتّبة على هذا الوضع غير المسبوق لا حدود لها.
بعد كلّ شيء, لتلبية الطّلب, سيتعيّن على معظم البائعين ترك مخزوناتهم تجفّ. هذا ليس جيّداص لأيّ شخص حيث من المتوقّع أن تستمرّ أزمة الشّحن حتّى الرّبع الثّاني من عام 2022.
الأزمة لن تذهب بعيداً بعد عيد الميلاد
لسوء الحظ, هذا لا ينتهي مع انتهاء المورّدين من مخزونهم. وهذا يعني أيضاً أنّ الأزمة لن تستمرّ فحسب, بل ستؤدّي أيضاً إلى مزيد من الضّغط, ممّا قد يزيد الأمور سوءاً. كما يظهر أنّه ستكون هناك زيادة هائلة في تكاليف الشّحن, ممّا يؤدّي إلى زيادة أسعار المستهلك. ارتفعت تكلفة شحن البضائع من الصّين إلى أمريكا الشّماليّة وأوروبا بشكل مطرد خلال الأشهر القليلة الماضية.
تمّ تشغيل العديد من الخدمات اللّوجستيّة بأقصى طاقتها في الأشهر القليلة الماضية. لكن ليست الصّناعة البحريّة وحدها هي الّتي تواجه مشكلة أيضاً. بسبب التّأخير في الشّحنات, لجأت الشّركات إلى المحطّات الجويّة لتسليم بضائعها في الوقت المحدّد.
وقد أدّى ذلك إلى ضغوط على صناعة الشّحن الجويّ أيضاً, حيث شهدت المطارات في الولايات المتّحدة تأخيرات لمدّة أسبوعين تقريباً أيضاً. سيتحسّن الوضع بشكل كبير قبل الأعياد. تحاول الحكومات وشركات الشّحن تحسين الأمور, لكن هذه مشكلة رئيسيّة مع حلّ لن يأتي إلّا بعد شهور.
في الوقت الحالي, سيتعيّن على المتسوّقين قبول زيادة في سعر البضائع بالإضافة إلى فترة أطول من أوقات التّسليم العاديّة.